خطوات نحو الريادة مستلهمه من أهم رواد الأعمال

خطوات نحو الريادة مستلهمه من أهم رواد الأعمال

عندما نقرأ عن رواد الأعمال الناجحين، مثل "إيلون ماسك"، و"ستيف جوبز"، و"جاك ما"، و"جيف بيزوس"، نجد قصصاً ملهمة تثير تساؤلاتنا وتدفعنا إلى التفكير في الطريقة التي نصبح بها مثل هؤلاء الأشخاص.

ثمَّة أشياء وسلوكات مشتركة بين جميع روَّاد الأعمال الناجحين، وكما علينا التعلُّم من قصص نجاحهم، علينا التعلُّم أيضاً من الأخطاء التي وقعوا فيها والتي شاركوها معنا لكي يتجنَّبها كل من يرغب في أن يشق طريقه إلى ريادة الأعمال. في هذا المقال، سنقدِّم لك بعض الخطوات والنصائح التي ستجعلك رائد أعمال فعَّالاً ومميَّزاً إذا اتَّبعتها.

تكوين رؤية للشركة

في عالم ريادة الأعمال، قبل البدء في تأسيس شركة ناشئة، يتعيَّن عليك أولاً وضع استراتيجية وتكوين رؤية واضحة لما تريد لشركتك أن تكون عليه. ولكي تفعل ذلك، يجب أن تجيب على أسئلة مثل:
  • ما الهدف من إنشاء هذه الشركة؟
  • ما القيمة التي ستقدِّمها الشركة إلى العملاء؟
  • ما الذي سيميِّز الشركة عن شركات المنافسين؟
  • ما المشكلات التي سوف يتعيَّن على الشركة حلها من أجل تحقيق المصلحة العامَّة للموظفين والمديرين والعملاء؟
  • من هم العملاء الذين سيهتمون بما تقدِّمه الشركة وكيفية اجتذابهم؟

بهذه الطريقة، ستتمكَّن من التركيز على الأمور والقرارات الهامَّة التي يجب عليك اتِّخاذها، بالإضافة إلى تعيين موظفين يسعون إلى الأهداف ذاتها.

التفكير على نحو مختلف

إذا أمعنت النظر في روَّاد الأعمال الناجحين، فسوف تجد أنَّ كل شخص منهم فريد من نوعه ويفكر بصورة مختلفة عن بقيَّة الناس. على سبيل المثال: عندما قرَّر "جيف بيزوس" أن يتاجر في الكتب عبر الإنترنت، كانت هناك مخاطر كبيرة، ولكنَّه عندما تأمل الأمر، سأل نفسه: "ما الندم الذي سوف أشعر به حول هذا القرار إذا بلغت الثمانين من عمري؟". توصَّل "بيزوس" إلى أنَّه لن يندم أبداً على المحاولة، حتى وإن باءت بالفشل، ولكنَّه سيندم بالتأكيد على عدم اتِّخاذ القرار. نظراً إلى تفكيره بهذه الطريقة، أنشأ شركة أمازون، وتصدَّر فيما بعد قائمة أغنى 5 أشخاص في العالم.

وبالتالي، إذا أردت أن تكون رائد أعمال ناجحاً، فعليك النظر إلى العالم بعيون مختلفة عن أي شخص آخر، ورؤية الفرص حينما يراها الآخرون مشكلات، وإيجاد طرائق مختلفة للتعامل مع الصِعاب التي تواجهك.

إدراك أهمية العمل الجماعي

لا شك أن كل رائد أعمال ناجح يؤمن بأهمية العمل الجماعي؛ إذ يُساعد على سرعة الإنجاز، وتبادُل الخبرات، وتعزيز روح الإبداع والابتكار داخل شركتك، وتقوية الروابط بين أعضاء الفريق.

عندما قرَّر "لاري بايج" و"سيرجي برين" العمل على إنشاء خوارزميات تسهِّل عمليات البحث على الإنترنت، سعيا نحو تطبيق فكرتهما من خلال تكوين فريق عمل يتكاتف معهما لتنفيذها، والتي أصبحت اليوم شركة "جوجل" التي تربَّعت على عرش التكنولوجيا والبحث حول العالم. قد يبتكر الفكرة شخصٌ واحدٌ، ولكن من أجل تنفيذها، يحتاج إلى البحث عن فريق تعاوني.

وأفضل مقولة تعبِّر عن أهمية هذه الخطوة، هي ما قالته الأديبة الأمريكية "هيلين كيلر": "لا يمكننا تحقيق الكثير بمفردنا، ولكن يمكننا فعل الكثير معاً". 

 الترحيب بالشراكات

هذا ما ينصح به "بيل جيتس"، مؤسس شركة "مايكروسوفت" والذي حصل على لقب أغنى رجل في العالم لمدة 16 عاماً. لقد كان "جيتس" مولعاً بتأسيس الشراكات مع رواد الأعمال الناجحين، ولم ينظر يوماً لهذه الشراكات باعتبارها عجزاً عن العمل بمفرده، بل أكَّد على أنَّ التعاون مع روَّاد الأعمال المؤثرين منحه الفرصة لتعلُّم الكثير من الأشياء، وأنَّه بذلك استطاع تأسيس علاقات وطيدة مع أشخاص سيقدِّمون له يد العون في المستقبل.

ومن الجيِّد أيضاً أنَّك باتِّباع هذه الخطوة، تتقاسم المسؤوليات والواجبات مع شخصٍ آخر؛ ممَّا يحدُّ من الشعور بالضغط والإنهاك في العمل. ولكن احرص على مشاركة أشخاص ناجحين، أو على الأقل، أشخاص تثق في قراراتهم حتى لا تواجه نتائج عكسية.

التفكير في الثوابت لوضع الاستراتيجيات

يتعيَّن عليك كرائد أعمال أن تفكِّر مليَّاً في الثوابت، وليس المقصود هنا التفكير المتحجِّر، بل الأشياء التي من الصعب أن تتغيَّر لكي تبني استراتيجية ناجحة اعتماداً عليها. على سبيل المثال: يريد العملاء دائماً أسعاراً معتدلة مقابل منتجات عالية الجودة، كما يريدون أيضاً تنوُّعاً في الاختيارات، ويكاد يكون من المستحيل أن تتغيَّر هذه الثوابت يوماً ما.

يقول "جيف بيزوس": كثيراً ما يسألني الناس السؤال التالي: "ما الذي سيتغير في السنوات العشر القادمة؟" وهذا سؤال مثير للاهتمام ونسمعه كثيراً. لكن لا أحد يسأل "ما الذي لن يتغير خلال السنوات العشر القادمة؟" والسؤال الثاني بالنسبة لي أهم من الأول، لأنَّه لا يمكنك أن تبني استراتيجيتك إلا على الأشياء الثابتة"؛ لذا اتَّبع نصيحة "بيزوس" وفكِّر في الأمور التي لن تتغيَّر لكي تعزِّز وجودها في شركتك.

وضع أهداف ذكية

يجب على روَّاد الأعمال وضع أهداف ذكية، ورغم أنَّ هذه العبارة قد تعني أهداف جيدة، إلَّا أنَّ الأهداف الذكية (SMART goals) تشير إلى الآتي

  • محدَّدة (Specific): ضَع أهداف دقيقة ومفهومة.
  • قابلة للقياس (Measurable): يجب أن تكون أهدافك واضحة من أجل قياسها ومتابعة تقدُّمها.
  • قابلة للتحقيق (Achievable): يجب أن تكون أهدافك واقعية، وليس هناك مانع من وضع أهداف صعبة أو عالية للغاية، ولكن يجب أن تتأكَّد من أنَّها قابلة للإنجاز، وليست أهدافاً تعجيزية.
  • ذات صلة (Relevant): يجب أن تكون أهدافك متقاربة وذات صلة برؤيتك ومقياسك للنجاح.
  • محدَّدة زمنياً (Time-Bound): يجب أن تضع لكل هدف موعداً نهائياً.

في الواقع، لن يساعدك وضع أهداف عشوائية وخيالية إلى الوصول إلى أي مكان؛ لذا احرص على أن تحمل أهدافك هذه القواعد الخمس لتكون واقعية وتُجني ثمارها.

التعلُّم المستمر

من الهامِّ أن يكون رائد الأعمال متعلماً شرهاً ليكون مُلماً بالعديد من جوانب الحياة؛ ممَّا ينعكس بصورة إيجابية على عمله وعلاقاته وجودة حياته. وبالتالي، يجب أن تدرس قدر الإمكان لتكون خبيراً في مجالك، ويمكن تحقيق ذلك من خلال حضور الندوات أو الالتحاق بالدورات. ولا حاجة لذِكر أهمية القراءة لرائد الأعمال الناجح، وهذا ما يؤكِّد عليه "إيلون ماسك"؛ فعندما سُئل عن نجاحه في مجالات مختلفة، كصناعة السيارات الكهربائية وتصنيع معدات الفضاء، قال أنَّه ببساطة يقرأ الكتب ويتعلَّم منها، وأنَّه من خلال القراءة، تعلَّم علم الصواريخ لتأسيس شركة "سبيس إكس" التي تعاقدت معها ناسا مؤخراً.

يُنصح أيضاً بقراءة كتب روَّاد الأعمال الناجحين، حتى لو كانوا يعملون في مجالات مختلفة عن مجالك؛ إذ يساعدك هذا على التعلُّم من نجاحاتهم وإخفاقاتهم وقصصهم المُلهمة.

وضع خطط للتطوُّر المهني

التطوُّر المهني هو خطة لتنمية نشاطك التجاري من خلال توسيع حصة شركتك في السوق، وتوسيع قاعدة عملائها، وتحسين الأرباح النهائية. وتُعدُّ هذه الخطوة حيوية للغاية فيما يتعلَّق بالنجاح في ريادة الأعمال؛ إذ تسعى جميع الشركات الرائدة إلى التطوُّر المهني على الدوام. ومن أجل القيام بذلك، يمكنك النظر إلى الشركات الأخرى واستكشاف ما فعلته لتحقيق تطوُّرها المهني للتعلُّم منه وتطبيق ما يتناسب منه مع مؤسستك.

المثابرة وتجنُّب الاستسلام

يقول " ريتشارد برانسون “ الإنسان لا يتعلم المشي باتباع القواعد وإنما بممارسته وتعرضه للسقوط خلال ذلك”.

لا شيء في هذه الحياة يضمن للمرء عدم تعرُّضه للفشل، ولكنَّ أفضل طريقة للردِّ على هذا الفشل هو المحاولة مرَّة أخرى؛ لذا يجب أن تتحلَّى بالإيمان أو تثابر ولا تستسلم؛ فجميع روَّاد الأعمال الناجحين واجهوا الفشل على الأقل مرَّة في حياتهم، ولكن ما ميَّزهم حقاً هو عدم الاستسلام والمحاولة مراراً وتكراراً. فعندما فشلت محاولات "توماس إديسون" في اختراع المصباح الكهربائي لآلاف المرَّات، قال: أنا لم أفشل، أنا ببساطة وجدت 10000 حلاً لا يعمل.