كيف تبدأ رحلتك إلى تطوير الذات؟

كيف تبدأ رحلتك إلى تطوير الذات؟

يُعدُّ تطوير الذات أمراً هامَّاً للغاية لكلِّ من يرغب في تحسين حياته وبلوغ أهدافه؛ إذ يساعدك تطوير الذات على تحسين جودة حياتك والارتقاء بشخصيتك بما يتناسب مع مبادئك ورغباتك. في الواقع، ثمَّة شيء يمكننا تحسينه دائماً؛ فنحن نمتلك إمكانات لا محدودة، ولكن كل ما يتطلَّبه الأمر هو استكشاف هذه الإمكانات وتحقيق أقصى استفادة منها. 

وقبل أن نبدأ في سرد بعض النصائح التي تساعدك على تطوير ذاتك ووعيك بإمكاناتك، اعلم أنَّ تطوير الذات في حدِّ ذاته ليس غاية، بل هو وسيلة تمهد لنا الطريق نحو غاياتنا وأحلامنا. 

لهذا السبب صارت الحكومات والدول نفسها تلقي بالاً إلى هذا الأمر. وإذا كنت مواطناً سعودياً، فيمكننا القول بأنَّ الحظ حليفٌ لك؛ إذ أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق برنامج تنمية القدرات البشرية بغية تعزيز تنافسية القدرات البشرية وطنياً على المستويين المحلي والعالمي وتلبية احتياجات جميع شرائح المجتمع بدءاً من الأطفال، مروراً بخريجي الجامعات، حتى الوصول إلى سوق العمل، وذلك من خلال تنمية المعرفة، وتطوير المهارات، وتعزيز القيم.

وبحسب ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تتضمَّن خطة البرنامج 89 مبادرة تهدف إلى تحقيق 16 هدفاً استراتيجياً من أهداف رؤية المملكة السعودية 2030. كما تتضمَّن استراتيجية البرنامج ثلاث ركائز رئيسية، وهي تطوير أساس تعليمي متين ومرن للجميع، والإعداد لسوق العمل المستقبلي محلياً وعالمياً، وإتاحة فرص التعلم مدى الحياة. 

كما أكَّد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد الراجحي، إنَّ أحد أهداف البرنامج هو تهيئة المواطن للعمل في الوظائف المتاحة في كبرى الشركات العالمية. والآن، بعد أن تعرَّفنا على أهمية تطوير الذات، وكم هو هامٌّ من أجل بلوغ أهدافك

إليك بعض النصائح التي تساعدك على التحسن والتطور:

اقرأ كل يوم

لا شكَّ أنَّ القراءة توسِّع مداركك وتساعدك على فهم العالم من حولك. إذا نظرت إلى جميع الأشخاص في محيطك، فسوف تجد فارقاً كبيراً للغاية بين الأشخاص الذين يقرأون على الدوام وغيرهم؛ إذا تجد القارئ شخصاً واعياً ومثقفاً وعلى دراية بشؤونٍ عديدة؛ ممَّا ينعكس على أسلوب حياته وتفكيره وتعامله مع الآخرين؛ وبالتالي، تُعدُّ القراءة أحد المفاتيح السحرية لتطوير الذات. 

إذا كنت قارئاً مبتدئاً فيمكنك البدء بكتب تطوير الذات؛ فهي بسيطة لغوياً ومضمونها مفيد للغاية.

حدِّد أولوياتك

قبل أن تشرع في أي خطَّة جديدة، يجب أن تجدول مهامك وتحدِّدها وفقاً للأهم ثم المهم، وأن تعرف أولوياتك معرفة تامَّة لإنجازها وفقاً لخطة زمنية محدَّدة. بهذه الطريقة، تستطيع تجنُّب الفوضى والتسويف، وتحقيق أقصى استفادة من كل خطوة تطبِّقها. 

أفضل طريقة للقيام بذلك هي تصنيف المهام إلى أربعة أصناف وفقاً لمصفوفة أيزنهاور:
  • مهام هامَّة وعاجلة.
  • مهام هامَّة وغير عاجلة.
  • مهام عاجلة وغير هامَّة.
  • مهام غير هامَّة وغير عاجلة.

تعلَّم لغة جديدة 

هناك فوائد لا حصر لها لتعلُّم لغة جديدة، مثل تقوية الذاكرة، وتطوير القدرات الإبداعية، وتحسين الانتباه، وتعزيز صحَّة الدماغ، والقدرة على القيام بمهامٍ متعددة، وزيادة الذكاء اللفظي وغير اللفظي، وتعزيز الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز. بالإضافة إلى أنَّ كل لغة جديدة تعزِّز فرصك المهنية وتفتح لك العديد من الأبواب المغلقة في سوق العمل. تمثِّل كل هذه الفوائد قيمة استثنائية في رحلتك إلى تطوير الذات؛ لذ ابدأ في تعلُّم لغة جديدة على الفور.

اخرج من منطقة راحتك

يبقينا المكوث في منطقة راحتنا مثل الماء الراكد، بلا حراك. في الواقع، لا يساعدنا الشعور بالراحة على تطوير ذاتنا، ولا يصل بنا إلى أي مكان. 

إذا كنت تبحث عن الحياة، والأحلام، وتطوير الذات، حدِّد منطقة راحتك واخرج منها شيئاً فشيء. جرِّب – على سبيل المثال – السير لمسافة طويلة في مكانٍ جديد، أو تجربة طهو طعامك بنفسك، أو ممارسة التمرينات الرياضية إن كنت لا تفعل، أو البدء في المشروعات التي تسوِّفها دائماً. 

ضَع بنفسك أهدافاً خارج منطقة راحتك، واذهب إليها إلى تعتاد على فعل الصِعاب.

انضم إلى دورات جديدة

 تًعدُّ الدورات طريقة فعَّالة جداً لاكتساب المزيد من المعارف والمهارات؛ فهي تساعدك على تطوير الذات. كما أنَّ هناك العديد من الفوائد التي سوف تجنيها من الانضمام إلى الدورات؛ لأنَّها تعمل على تعزيز نقاط قوتك من خلال تطوير مهاراتك القديمة ومنحك مهارات جديدة لتعلُّمها وتحسين نقاط ضعفك من خلال حل المشكلات في كلٍّ من الجانب المهني والأسري والاجتماعي من خلال تكليفك ببعض المهام التي تتعلَّم كيف تؤديها بكفاءة وفاعلية؛ ممَّا ينعكس على جودة حياتك ورفاهيتك العامَّة.

لا تستلم

إذا كنت تسعى إلى تطوير ذاتك، فبغضِّ النظر عن المِحن التي قد تواجهها، لا تستلم أبداً، وانظر إليها باعتبارها شيئاً يجب التغلب عليه وإيجاد حل له، وليس قبوله بسلبية. واعلم أنَّ المآزق والعقبات تحمل أحياناً فرصاً لخلق مسارات بديلة وطريقاً للمضي قدماً واتِّخاذ خطوات أكبر.

لقد قال مايكل جوردن (Michael Jordan): "لقد فوَّت أكثر من 9000 تسديدة في مسيرتي المهنية، وخسرت حوالي 300 مباراة، وفوَّت 26 فرصة كان يمكنني فيها الفوز. لقد فشلت مراراً وتكراراً في حياتي، وهذا هو سبب نجاحي". يجب أن تدرك بأنَّ رفضك للاستسلام سيدفعك إلى أبعد ممَّا كنت تتوقع.

مارِس التأمل

يساعدك التأمل على تصفية ذهنك وتعزيز وعيك الذاتي وتحقيق التواصل بين جسدك وروحك، وتقليل التوتُّر والقلق؛ ممَّا يجعله ممارسة في غاية الأهمية فيما يتعلق بتطوير الذات.  

جِد مكاناً هادئاً، واجلس في وضعية مريحة، وركِّز على تنفُّسك مع محاولة إيقاف أي أفكار قد تقفز إلى ذهنك. ويُعدُّ أفضل وقت لممارسة التأمُّل هو الصباح الباكر أو قبل الخلود إلى النوم مباشرةً. 

تخلَّص من العادات السيئة

يمتلك معظمنا عادة سيئة واحدة على الأقل، سواء كانت التدخين، أم الإفراط في تناول الطعام، أم الاستجابة السريعة للمشتتات، أم إدمان استخدام الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي. 

أيَّاً كانت العادة السيئة التي تتَّبعها، حاول التخلُّص منها واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية. ولا تنسَ أنَّ هذه الخطوة هامَّة للغاية من أجل الخروج من منطقة راحتك ومساعدتك على تطوير ذاتك.

استمِع إلى المدونات الصوتية

تُعدُّ المدونات الصوتية (البودكاست) وسيلة فعَّالة وممتعة للغاية فيما يتعلق بتطوير الذات؛ فهي تساعدك على اكتساب المزيد من المعارف عن الموضوعات المفيدة المتنوعة. كما يمكنك الاستماع إليها في أثناء طريقك إلى العمل أو في أثناء السير أو ممارسة التمرينات الرياضية. بعبارة أخرى، لست مضطراً لإيجاد الوقت للاستماع إلى المدونات الصوتية، فباستطاعتك القيام بذلك خلال القيام بشيءٍ آخر.

لا تتوقَّف عن التعلُّم

يجب أن تدرك أنَّ التعلم لا يتوقَّف عند تخرجك في المدرسة أو الجامعة؛ ففي هذه الحياة، ثمَّة الكثير من الأشياء والمجالات التي يمكنك تعلُّمها، وقد أصبح هذا الأمر أكثر بساطة في عصرنا الحالي. 

سواء ترغب في تعزيز معرفتك في مجالك أو البدء في تعلُّم مجال جديد، سيساعدك هذه على التطوُّر بسرعة هائلة والتفوُّق على زملائك تفوقاً عظيماً. وتذكَّر ما قاله "جان جاك روسو": تكمن جذور الإنجاز الحقيقي في رغبتك في أن تصبح أفضل ما يمكنك".

تمتَّع باللحظة الحالية

الاستمتاع بما تعيشه الآن خطوة هامَّة من أجل صحتك النفسية؛ فلا تثقل كاهلك بالمبالغة في التفكير في المستقبل، أو الندم على الماضي. قابل أصدقائك، وشاهد الطبيعة، واضحك بقدرِ الإمكان. لا شكَّ أنَّ الاستمتاع باللحظة الحالية يدفعك إلى تطوير عقلية إيجابية تساعدك على المضي قدماً والشعور بالسعادة.

ابدأ الآن

يمتلك الكثير من أهدافاً عديدة، ولكنَّهم ينتظرون الظروف المناسبة للبدء في تحقيقها، ولكن هذا ما هو إلًّا مجرد شكل من أشكال التسويف؛ لذا يتعيَّن عليك أن تبدأ على الفور، وألَّا تمكث في مكانك في انتظار الظروف المثالية التي لا تأتي على الإطلاق. 

ابدأ أهدافك، ثم طوِّرها فيما بعد، وتعلَّم من أخطائك من أجل تحسين الخطوات القادمة.

 

 

مقالات ذات صلة

عرض الكل