8 سمات يجب على كل قائد فريق التحلِّي بها

8 سمات يجب على كل قائد فريق التحلِّي بها

يسعى العديد من الأشخاص إلى بلوغ المناصب القيادية في حياتهم المهنية. ولكنَّ القيادة هدف يتطلَّب الكثير من الجُهد والذكاء ومواكبة التغيُّرات المستمرة؛ فالقائد يعمل على مساعدة الشركات على التطوُّر واتِّخاذ القرارات الأساسية التي تحافظ على تقدُّم الفِرَق والمنظمات؛ ممَّا يجعل منصب القائد منصباً حسَّاساً وهامَّاً لمستقبل الشركة.

يتحلَّى القادة الناجحون بالصفات القيادية الآتية في حياتهم الشخصية والمهنية، ويلهمون الآخرين لاتِّخاذ الإجراءات اللازمة وتحديد مسار النجاح في المستقبل. كما يمارس القادة الفعَّالون السلوكات الإيجابية بانتظام من أجل تعزيز تأثيرها الإيجابي لدى الآخرين.

1. الوعي الذاتي والقدرة على تحديد الأولويات

يركِّز القادة الفعَّالون على تطورهم المِهني وتعزيز ذكائهم العاطفي وتحديد أولويات الأهداف التي يعملون عليها. وقد تبيَّن أنَّ هؤلاء القادة أكثر قدرة على التكيف والمرونة وقبول التغذية الراجعة من الآخرين والانفتاح على التغيير.

لذا من الهام أن تحدِّد الأهداف وتتحمل مسؤولية تحقيقها، وأن تتحمل مسؤولية التقصير في تحقيق أهدافك المعلنة أو ارتكاب أخطاء. علاوةً على ذلك، يركِّز القادة الناجحون على الهدف النهائي، ويتجنَّبون التشتُّت أو التورُّط في التفاصيل الصغيرة غير الهامَّة.

كما يتحلَّى القادة بإدراك نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم، وإدراك وأي مصادر محتملة للانحياز قد تؤثر على تفكيرهم؛ ممَّا يدفعهم إلى إجراء التقييمات الذاتية، وطلب التغذية الراجعة من الفريق، وتحديد أهداف قابلة للقياس في المجالات التي تتطلَّب التحسين.

2. التركيز على تطوير الآخرين

تعتمد جودة القيادة هذه على مبادئ نظرية القيادة الظرفية، والتي تشير إلى أنَّ القادة الفعالين يتكيفون مع البيئة والأشخاص المحيطين، وإدراك ما إذا كان الفرد أو الفريق ومستعداً وقادراً على اتِّخاذ إجراءات محددة لتحديد الجوانب التي تتطلَّب التطوير. ويُعدُّ التفويض والتدريب والتوجيه مهام هامَّة للقيادة الظرفية.

 

وبالتالي، يعمل القادة الناجحون على تطوير فريق يتمتع بمهارات وخلفيات متنوعة، ويمنحون أعضاء الفريق الوسائل والمساحة لبناء الثقة فيما بينهم. كما يفوِّضون بعض المسؤوليات لأعضاء الفريق لمعرفة ما يمكنهم القيام به، وهذا يساعد الفريق على تعزيز الثقة ومواصلة التقدُّم على النحو الصحيح.

وبالتالي، يجعل القادة الفعَّالون التدريب أولوية داخل المؤسسة من أجل منح الفرصة لأعضاء الفريق بالازدهار والتطوُّر. كما قال ريتشارد برانسون: "درِّب الناس تدريباً جيداً يمكِّنهم من المغادرة، ولكن عاملهم معاملةً جيدة حتى لا يرغبون في ذلك".

3. القدرة على التواصل الفعال

القادة الناجحون قادرون على التواصل بوضوح مع جميع العاملين داخل الشركة وأصحاب المصلحة خارجها؛ فيشرحون كل شيء، بدءاً من الأهداف التنظيمية إلى المهام والأهداف المحددة بإيجاز ووضوح. والسبب أنَّه إذا كان أي شخص في الفريق لا يعرف توقعاتك وخططك للعمل وفقاً لها، فسيقع على عاتقك خطأ عدم القدرة على التعبير عن تلك التوقعات.

كما يدرك القادرة الفروق الدقيقة بين وسائل التواصل، مثل الهاتف والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، ويحددون نقاط قوتهم وضعفهم لكل وسيلة ويعملون على تحسينها عند الضرورة. ويعملون أيضاً على تكييف أسلوب  التواصل مع التقاليد الثقافية المختلفة عند الضرورة؛ إذ تتوقع بعض الثقافات رسائل واضحة ومحددة، بينما يميل البعض الآخر إلى الاعتماد على السياق بين السطور.

يعرف القادة أنَّ الإصغاء أمر بالغ الأهمية للتواصل مثل التحدث؛ ممَّا يجعلهم يستغرقون الوقت الكافي لسماع ما يقوله الآخرون ويطرحون أسئلة تساعدهم على فهم ما يريد الطرف الآخر إيصاله.

4. إدارة الوقت بطريقة أكثر فاعلية

ثمَّة فرقٌ كبيرٌ بين أن تكون مشغولاً وأن تكون منتجاً. لا شكَّ أنَّ القادة والمديرين لا يتمتَّعون بوقتٍ كبير؛ إذا عليهم دائماً مراجعة الأعمال، واتِّخاذ القرارات، ومتابعة المشروعات الجارية، والإيفاء بالمواعيد النهائية، وما إلى ذلك. ولكن بعض القادة لا يجنون ثمار انشغالهم بسبب عدم القدرة على إدارة الوقت؛ ممَّا يجعل الانتاجية ضئيلة مقابل عدد ساعات العمل. ويؤثر هذا بدوره على الموظفين وعلى مسار الشركة بأكملها.

وبالتالي، يجري القادة الفعَّالون تغييراً واحد على الأقل على إستراتيجية إدارة الوقت، مثل تحديد الأولويات أو تفويض مهام معينة للتفرُّغ إلى غيرها، والالتزام بالمواعيد النهائية، وتعزيز الإنتاجية.

5. الصدق ومحاسن الأخلاق

يضع القادة الناجحون العواقب الأخلاقية للقرارات التي يتخذونها - لكل من عملائهم وفِرَقهم – في عين الاعتبار؛ ممَّا يعكس اهتمامهم الشخصي بالمؤسسة والمجتمع ككل. وبالتالي، يستغلون سلطتهم استغلالاً مناسباً، ويسعون إلى التحلِّي بالصدق مع أعضاء الفِرَق؛ ممَّا يجعل الثقة متبادلة، ويدفع المنظمة بأكملها إلى العمل بنزاهة.

كما يدركون المشاعر التي يشعر بها أعضاء الفريق، ويعاملونهم باحترام وإنسانية؛ فيمدحون الناجحين ويشجعون أولئك الذين يسعون إلى التحسُّن، ولا يوبِّخون أعضاء الفريق علناً أو سراً. يتحملون أيضاً المسؤولية عن أخطائهم ولا يلقونها على عاتق الآخرين.

6. التكيُّف مع التغيير

يقول "هرقليطس": "الشيء الوحيد الثابت في الحياة، هو التغيير".

يدرك القادة هذه الحقيقة إدراكاً تامَّاً؛ ممَّا يدفعهم إلى الانفتاح على التغيير، ووضع أهدافاً لتعلُّم أشياء جديدة باستمرار؛ فعندما تكون قادراً على التكيُّف، تكون قادراً على إدارة شركتك بكفاءة حتى في الأوقات الصعبة، وتستطيع مساعدة فريقك على التكيُّف أيضاً والشعور بمزيدٍ من الراحة والأمان في العمل.

على سبيل المثال: عندما انتشرت جائحة "كوفيد 19" (Covid-19) أدت إلى تغييرات في الاقتصاد والسوق العالمي والمحلي، واضطرت الشركات إلى تغيير استراتيجياتها بين عشية وضحاها؛ وقد نجح الأمر مع الشركات التي يديرها قادة يتحلُّون بعقلية للنمو والتغيير.

وبالتالي، تعني القيادة أن تتحلَّى بالمرونة والقدرة على التكيُّف عندما يستدعي الموقف ذلك. يتعيَّن عليك الاستعداد للتوقف وإعادة التقييم وتحديد مسار عمل جديد. سوف يتبنى القادة الجيدون الطبيعة المتغيرة باستمرار للأعمال، ويواجهون التحديات بسلوك مرن، وسيكونون مصدر إلهام لمن حولهم.

7. اعتبار أنفسهم مثال يُحتذى به

القادة الفعَّالون قادرون على تحفيز أعضاء فريقهم وزملائهم في العمل وتوجيه مؤسساتهم إلى النجاح من خلال كونهم أول من يتبنى التغييرات ويتَّبع السياسات في مكان العمل.

عند اعتماد سياسات أو إجراءات جديدة، على سبيل المثال، يُعدُّ الحفاظ على موقف إيجابي قدر الإمكان أمراً بالغ الأهمية؛ إذ يسير أعضاء الفريق على نهج القائد دائماً. كما أنَّه من الضروري أن يُظهر القائد التزاماً كبيراً تجاه العمل والمشروعات واحترام المواعيد وما إلى ذلك؛ فليس من المنطقي أن يوجِّه القادة موظفيهم إلى سلوكات لا يتَّبعونها بأنفسهم.

8. التفكير الاستراتيجي

من الضروري في عصرنا هذا أن تبقى الشركات متيقِّظة ومستجيبة للتغيير؛ ممَّا يجعل التفكير الاستراتيجي أمراً أساسياً للقادة الأكثر فاعلية، وفقاً لمجلة "هارفارد بيزنيس ريفيو" (Harvard Business Review)، يُعدُّ النهج الاستراتيجي للقيادة أكثر أهمية لتحقيق الفاعلية من السلوكات الأخرى، بما في ذلك السلوكيات التكتيكية والتواصلية؛ إذ يتخذ المفكرون الإستراتيجيون نهجاً شاملاً وطويل الأمد لحل المشكلات واتِّخاذ القرار الذي يتضمن التحليل الموضوعي والتفكير المسبق والتخطيط.

يتعيَّن على القادة إلى التفكير في أفضل الطرائق للوصول إلى نتائج تفوق التوقعات للأشخاص الذين يخدمونهم، وثمَّة العديد من الوسائل للقيام بذلك؛ وأهمها وضع رؤية واضحة للعمل، وتشجيع كل شخص على تحقيق هذه الرؤية.

في الختام

يحمل القائد مسؤولية كبيرة على عاتقه؛ ممَّا يحتِّم عليه أن يكون واعياً ومسؤولاً بما يكفي لتحمُّله هذه المسؤولية وتوجيه العمل إلى المسار الصحيح وتطوير موظفيه وتشجيعهم على القيام بذلك. ويُعدُّ التحلِّي بجميع السمات التي ذكرناها في هذا المقال نقطة تحوُّل عظيمة في حياة القادة المهنية.