المالية لغير الماليين

المالية لغير الماليين

المالية لغير الماليين

ربما تسمع من يقول أنه بحاجة مهارات مالية تساعده في إدارة أعماله، فمن الأمور الأساسية في إدارة الأعمال وإدارة المشاريع الجديدة تقييم المشروع من الناحية المالية لتحديد إن كان المشروع يستحق أن نستثمر فيه وهل هو أفضل من البدائل الأخرى أم لا؟

وهنا يجب أن نوضح النقاط التي يحتاجها أي شخص للتعرف على المبادىء الأساسية للمحاسبة المالية وقراءة وتحليل القوائم المالية بشكل مبسط يستطيع أن يفهمه غير المتخصص:

  • ماذا تريد أن تعرف عن الشركة التي تفكر أن تستثمر فيها أو شركتك أو الشركات المنافسة؟
  • ما هو تعريف المحاسبة؟

المحاسبة هي : تتعد التعاريف المستخدمة في تحديد مفهوم المحاسبة، فمنهم من عرفها  بأنها عملية تحديد وقياس وتوصيل المعلومات الاقتصادية لترشيد الحكم الشخصي على الأمور واتخاذ القرارات عن طريق المستخدمين لهذه المعلومات، وهناك تعريف آخر نراه أبسط وأعمق في نفس الوقت، حيث تعرف المحاسبة بأنها مجموعة من الفروض والمبادئ والمفاهيم التي تهدف إلى قيــاس نتائــج الأداء الاقتصادي في صـورة كمية ثم توصيــل هذه النتائج إلى المستفيدين من خلال القوائم والتقارير المالية.

 

ماهي الإفتراضات والمبادىء المالية التي يتم استخدامها للبدء بعملية تسجيل العمليات المالية في السجلات المحاسبية؟

تعتبر هذه الإفتراضات من المسلمات في الإدارة المالية والتي تساعد في استنباط المبادئ المحاسبية، وتشتمل على أربعة افتراضات وهي :الوحدة المحاسبية، الأستمرارية، الفترة المحاسبية، الوحدة النقدية.

ذكرنا فيما سبق أن المحاسبة تقوم بترجمة الأحداث الاقتصادية إلى معلومات مالية مفيدة تساعد أطرافاً مختلفة في عملية اتخاذ القرارات الاقتصادية ، ولكي تتم هذه العملية بشكل يمكن الوثوق به لابد أن تقوم على قواعد محددة تحكم الإجراءات والطرق المحاسبية المستخدمة في عملية ترجمة هذه الأحداث. هذه القواعد تعتبر المرجع الأساسي عند تسجيل الأحداث الاقتصادية في السجلات عند تبويبها وتلخيصها ومن أهم المبادئ المحاسبية:  المقابلة، الثبات( الإتساق )، الاستحقاق، تحقق الإيرادات، الحيطة والحذر ( التحفظ ) والإفصاح.

 ما هي الدورة المالية / المحاسبية ؟ وما هي مكوناتها؟

تمثل الدورة المحاسبية المسار الذي تمر به الأحداث الاقتصادية الخاصة بالمشروع، والتي لها طبيعة مالية يمكن قياس منذ نشوئها إلى أن يتم تحديد المركز المالي ونتيجة النشاط، وتتكون الدورة المحاسبية  من المراحل التالية: تحديد العمليات المالية ، التسجيل في دفتر اليومية العامة ، الترحيل لدفتر الأستاذ العام ، ترصيد الحسابات ، إعداد ميزان المراجعة، إعداد قيود التسويات الجردية ، إعداد ميزان المراجعة بعد التسويات، ومن ثم إعداد القوائم المالية وفق المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية .

  • ما هي ربحية المؤسسة لهذا العام والأعوام السابقة؟
  • وما هي قدرة المؤسسة على سداد ديونها وحجم الاستثمارات التي قد تؤدي إلى زيادة الأرباح الأعوام القادمة؟
  •  ما هي  نسبة العائد السنوي لرأس المال صافي المبيعات مقارنة بالأعوام السابقة ومقارنة بالمنافسين، قيمة السيولة المتوفرة قيمة الديون - أي القروض قصيرة الأجل وطويلة الأجل قيمة أصول الشركة قيمة المخزون مقارنة بالأعوام السابقة ومقارنة بصافي المبيعات ربحية السهم ؟

إن الإجابة على الأسئلة السابقة يتطلاب إجراء تحليل مالي للقوائم المالية التي تم إعدادها في المرحلة الأخيرة من مراحل الدورة المحاسبية ، حيث يتم إجراء تحليل مالي وهيكلي للقوائم المالية بأستخدام النسب المالية كنسب السيولة والربحية والنشاط والمديونية، ونسب السوق.

وبتفصيل أكثر يتم إعداد القوائم المالية بناء على الأرصدة الواردة بميزان المراجعة، فبعد إعداد الميزان يتم نقل أرصدة حسابات المصروفات والإيرادات إلى قائمة الدخل، وأرصدة الأصول والخصوم وحقوق الملكية إلى قائمة المركز المالي، كما يتم نقل نتيجة قائمة الدخل من ربح أو خسارة إلى قائمة المركز المالي تحت بند حقوق الملكية. 

حيث أن قائمة المركز المالي تبين وضع الشركة في تاريخ معين في العادة هو نهاية السنة المالية ، في حين تبين قائمة الدخل نتيجة نشاط المشروع عن فترة مالية من ربح أو خسارة، وتبين قائمة التدفقات النقدية مدى قدرة الشركة على توليد النقد وتتكون من ثلاث  قوائم : قائمة التدفقات النقدية من الأنشطة التشغيلية والتي تعكس قدرة الشركة على توليد النقد من نشاطها الرئيسي الذي وجدت من أجله ، وقائمة التدفقات النقدية من ألأنشطة الأستثمارية  والتي تبين قدرة الشركة على توليد النقد من أنشطتها الأستثمارية، وقائمة التدفقات النقدية من الأنشطة التمويلية والتي تبين لنا قدرة الشركة على توليد النقد من خلال المساهمين والمقرضين الأخرين . 

إن الحس المالي بالنسبة لك كمدير تنفيذي يجعلك أقدر على اتخاذ القرارات، كما أنه يعطيك أفقاً أوسع لتقييم أداء المشروع وتحديد مدى تقدمه ونجاحه، أو لا قدّر الله الفشل والتراجع .. كذلك يعطيك القدرة على تحديد وتشخيص مشكلات المشروع على مستوى الأداء الكلي و/أو الجزئي، وتحديد نقاط الضعف منه والعمل على اتخاذ قرارات إدارية سليمة لتصحيح مسارها .. كما يعطيك قدرة أكبر على ترشيد اتخاذ القرارات لـما لكل قرار من تكلفة وعائد.

فالمدير فاقد الحس المحاسبي والمالي مثل ربان سفينة، فقد البوصلة التي ترشده إلى الوجهة الصحيحة !.

وايضاً كثيراً منا له الرغبة والمقدرة في استثمار مبالغ معينه ولكنه لا يعرف كيف يستثمرها ويديرها وواجبنا هنا حتما هو تزويدكم بالمعلومات التي تساعد على اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب في عملية الاستثمار، كما نجد ان هناك اشخاصا لديهم بالفعل مشروعات واستثمارات لكنهم يرغبون في معرفة الكثير عن مشروعهم وكيفية الارتقاء به للأفضل وماهي قيمة ممتلكاتهم؟ وما هي الالتزامات ؟ وهل يحققون ارباحا ام خسائر ؟ كل هذه التساؤلات تحتاج الى من يرشدنا اليها وكيف لنا أن نعرفها من تلقاء أنفسنا.

ومما لا شك فيه أن المعلومات المناسبة في توقيتات مناسبة أمر غاية الأهمية في كافة مجالات الحية وخاصة إن كانت تلك المجالات ماليه هنا تزداد قيمة تلك المعلومات.

كثير من الناس من غير المتخصصين في المحاسبة يحتاجون أن يتفهموا ايضاً القوائم المالية وأن يستنبطوا منها معلومات أساسية عن أداء الشركات. فالمستثمر يحتاج ذلك لعمل دراسة جدوى، ثم تقييم أدائه وتحليل أداء المنافسين، والذي يستثمر في الأسهم يحتاج أن يقدر القيمة الحقيقية لأسهم الشركات وأن يتوقع القيمة المستقبلية، و المدير يحتاج لتفهم تأثير قراراته على ميزانية الشركة، والموظف البسيط يحتاج أن يتعرف على أداء الشركة التي يعمل بها، كذلك فإن أي شخص يود لو يفهم ميزانيات الشركات التي تعلن بالجرائد والتي تبدو لكثير من الناس كمجموعة كبيرة من الأرقام والمصطلحات غير المفهومة.